أحلام اللاجئين الأفغان في باكستان بالهجرة تتلاشى

0
47

فرّ هذا الصحافي البالغ من العمر 30 عاما من بلاده اثر وصول حركة طالبان الحكم في كابول صيف 2021. ومثله وصل ما يقرب من 600 ألف أفغاني باكستان أملا في الحصول على لجوء في دول أخرى.

ولكنهم وبعد مرور سنتين لا يزالون عالقين أمام تباطؤ عمليات الاستقبال التي أقرتها الدول الغربية، بينما يواجهون تهديدات بإعادتهم إلى أفغانستان من جانب إسلام أباد التي قررت اتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير القانونيين.

ويقول عبد الله كبير الذي تغير اسمه لأسباب أمنية لوكالة فرانس برس من شقة في إسلام أباد “لو تمكنت من ان أعيش حياة طبيعية في كابول، لصرت بائعاً متجوّلاً أو تاجراً. بل كنت لأفضل ذلك على وضعي الحالي”، متابعا “أحياناً وخوفاً من الشرطة، لا أغادر هذه الغرفة لمدة 15 يوما”.

اطلقت باكستان حملة واسعة لترحيل الأفغان من دون وثائق رسمية من الذين يتواجدون على أرضها. ومنذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الفائت تم ترحيل أو ارجاع أكثر من 345 الف شخص.

لا تزال تأشيرة عبد الله الذي يخاف على حياته لو عاد لأفغانستان، سارية المفعول لكنه ليس بمنأى عن ملاحقة الشرطة التي تُتهم بتنفيذ بمليات توقيف للأفغان في وضع قانوني.

وقد استفاق في مناسبتين على مداهمات ليلية شنتها الشرطة المدججة بالسلاح. ويقول”الطريقة التي عاملونا بها…لا يمكن أن يعاملوا بها إرهابياً”، موضحا بعد أن تم اخلاء سبيله.

ويضيف عبد الله الذي وصل إلى باكستان نهاية العام 2021 بناء على نصيحة منظمة “مراسلون بلا حدود” والسلطات الأميركية “في كابول، كنت صحافياً وأستاذاً جامعياً. (هنا) فقدت هويتي”.

“فقد الامل”

ومنذ ذلك التاريخ لم يتواصل معهم الا في مناسبتين أوثلاث وفقد كل أمل في الهجرة ‘لى الولايات المتحدة. وبمساعدة منظمة “مراسلون بلا حدود” تمكن من اجراء مقابلة توظيف في السفارة الفرنسية في اسلام اباد ولا يزال ينتظر الجواب.

الحياة في باكستان صعبة بالنسبة لهؤلاء اللاجئين. ليس لديهم الحق في العمل، وفي كثير من الأحيان لا يستطيعون إرسال أطفالهم إلى المدرسة، ويواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية الصحية، ويفتقرون إلى المال ويكافحون من أجل تجديد تأشيراتهم.

تقول أفسانة صافي (اسم مستعار) البالغة من العمر 38 عاماً، وهي ناشطة وصلت في آذار/مارس 2022 “نحن في حالة من عدم اليقين. لقد مرّ عامان تقريبًا…ولم يتم النظر في ملفي بعد”.

قدمت طلبات للحصول على تأشيرة إلى ألمانيا وإسبانيا وكندا الدولة الوحيدة التي لا تزال في تواصل معها. لا يذهب أطفالها إلى المدرسة ولم يتم تمديد التأشيرة الباكستانية لأحدهم. ويتعين على والدتها، التي بقيت في أفغانستان، أن تبيع ممتلكاتها التي تركتها وراءها لإعالتها.

يشعر العديد من هؤلاء اللاجئين بأنهم منسيون من دول العالم بأسره التي تصب اهتمامها حاليا على الوضع في أوكرانيا وغزة.

تمت الموافقة على ملف أحمد خان (اسم مستعار)، 32 عاماً، وهو مترجم سابق للجيش البريطاني في أفغانستان، قبل عامين. ومع ذلك، فهو لا يزال عالقًا في غرفة بفندق في إسلام آباد، وتتكفل السفارة البريطانية بدفع تكاليفها.

ويقول بمرارة “أنا هنا منذ أكثر من 700 يوم”. ويضيف “لا أعرف لماذا الحكومة البريطانية غير عادلة معي، ولماذا أنا عالق هنا. أحتاج أن أعيش، وأن أتعلم، وأن يكون لي منزلاً جديداً”.

“اصبر، اصبر”

ويفصح هذا المدير السابق لمدرسة “نحن مثل السجناء. لا نشعر بأننا بخير. العديد من العائلات الأفغانية عالقة في هذه الفنادق منذ أكثر من عام. الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة. إنهم بحاجة إلى التعليم”.

انتهت صلاحية تأشيرته الباكستانية منذ أكثر من عام، ويخشى أن يتم ترحيله إلى أفغانستان، على الرغم من تعهد إسلام آباد بعدم المساس بأشخاص في مثل حالته.

يبين أحمد “عندما أرسل رسالة نصية إلى الوكيل المسؤول عن حالتي، يقول لي فقط اصبر، اصبر…أسوأ الكلمات وأكثرها إزعاجاً، هي اصبر”.

استقبلت المملكة المتحدة 21,500 أفغاني في إطار برامج إعادة توطين الموظفين السابقين والأشخاص المعرضين للخطر. لكن 70% منهم وصلوا ضمن عملية الجسر الجوي من كابول في نهاية أغسطس/آب 2021.

بينما استقبلت الولايات المتحدة 90 ألف أفغاني على أراضيها منذ أغسطس/آب 2021، بما في ذلك أكثر من 80% منهم عبر الجسر الجوي من كابول. ولا يزال حوالي 20 ألف شخص، مدعومين من قبل مسؤولين أو منظمات غير الحكومية أو وسائل إعلام الأميركية، ينتظرون في باكستان لدراسة حالاتهم.

وتقول مونيسا مباريز،(33 عاماً) الناشطة في مجال حقوق المرأة والتي تأمل في المغادرة سريعاً إلى كندا “إذا كانوا يريدون دعم الشعب الأفغاني، فعليهم إثبات ذلك بالأفعال”. يجب عليهم أن يحافظوا على التزاماتهم ووعودهم لهؤلاء اللاجئين”.