تقرير أممي يحذر من زيادة ملحوظة في تجنيد الأطفال بسوريا

0
41

نشرت الأمم المتحدة تقريراً يوضح أعداد الأطفال والقصر الذين تم تجنيدهم في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية. ومن بين الفصائل التي تجنّد العدد الأكبر من الأطفال، هناك تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

فُقدت مراهقة كردية تبلغ من العمر 13 عامًا، فيما كانت في طريق العودة إلى منزلها من المدرسة حيث أجرت امتحاناتها الشهر الماضي، وبعدما اقترب منها رجل من إحدى الفصائل المسلحة.

سريعاً تخوف أهل بيال أكيل [Peyal Aqil] من أن يكون الرجل أقنعها بالانضمام إلى الفصيل المسلح وأن يكون نقلها إلى أحد مراكز التدريب العسكري التابعة له.

وكانت المراهقة برفقة أصدقائها عندما التقت بالرجل الذي تبين لاحقاً أنه من التيار الوطني الثوري الشبابي، وتبعته إلى أحد مراكز التيار في مدينة القامشلي، حيث انتظرها أصدقاؤها ولكنها لم تخرج بعد ذلك.

وقال الأهل إنهم قدموا شكوى إلى السلطات المحلية ولكن دون جدوى، بينما أعلن التيار في وقت لاحق أن أكيل انضمت إليه بإرادتها، الأمر الذي نفته والدتها هامرين ألوجي.

ولاحقاً وبعد مرور شهر، عادت أكيل إلى منزلها بعدما هربت من معسكر التدريب، ولكن حالتها النفسية صعبة بحسب ما تقولها والدتها.

تجنيد منهجي

تسلّط قضية أكيل الضوء على معضلة تجنيد الأطفال والمراهقين في الفصائل العسكرية بسوريا، وهي عملية لم تبدأ اليوم إنما منذ 12 عاماً تقريباً.

وفي تقرير نشر الإثنين الفائت، قالت الأمم المتحدة إن عمليات تجنيد الأطفال في هذا البلد الذي شهد حرباً مدمرة تزداد رغم أن وتيرة القتال انخفضت في مجمل الأراضي السورية. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم كان كالتالي خلال السنوات الثلاث الماضية:

  • 813 في 2020
  • 1296 في 2021
  • 1696 في 2022

وبين الفصائل التي تجنّد العدد الأكبر من الأطفال هناك تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

فالتحالف جنّد وحده 637 طفلاً من أصل 1696 بالإجمال تم تجنيدهم في 2022، بحجة قتال تنظيم الدولة الإسلامية والمتطرفين.

وأكد التقرير الأممي أن الفصائل المدعومة من تركيا، أبرزها الجيش الوطني السوري، جند العام الماضي 611 قاصراً بينما جنّدت هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة وتنشط في شمال شرق سوريا 383 قاصراً.

وأشار التقرير كذلك إلى 25 حالة تجنيد أطفال من قبل القوات الحكومية السورية، والميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد.

يقول حقوقيون إن القاصرين يتم تجنيدهم قسراً في بعض الحالات، فيما ينضم آخرون إلى فصائل مسلحة فقط بهدف تأمين راتب لهم أو لأسرهم.

تجنيد قسري

يقول حقوقيون إن القاصرين يتم تجنيدهم قسراً في بعض الحالات، فيما ينضم آخرون إلى فصائل مسلحة فقط بهدف تأمين راتب لهم أو لأسرهم.

وفي بعض الحالات، تأكد أن عمليات التجنيد تتم لأسباب أيديولوجية أو عائلية أو عشائرية كما يقول تقرير الأمم المتحدة.

وكانت المحاولات الأممية لإنهاء هذا النوع من التجنيد تعقدت كثيراً في الماضي بسبب تعدد الجماعات المسلحة في سوريا، واختلاف أهدافها، وبسبب صعوبة الملف السوري برمّته.

وفي العام 2019 وقعت قوات سوريا الديمقراطية اتفاقاً مع الأمم المتحدة تعهدت فيه وضع حدّ لتجنيد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً وافتتحت عدّة مكاتب لحماية الأطفال في المنطقة الخاضعة لسيطرتها.