قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر بن إبراهيم الخريف، إن المملكة أصبحت أحد أهم مناطق الاستثمار في العالم، وباتت منافسًا مهمًا وشريكًا أساسيًا لحل الكثير من مشاكل سلاسل الإمداد في ظل قوة اقتصادها، وموقعها الجغرافي المتميز، وتوافر المواد الخام اللازمة من المعادن ومصادر الطاقة.
وأضاف في مقابلة مع “سبوتنيك”، أن مبادرة مستثقبل الاستثمار التي تستضيفها المملكة في نسختها السابعة، باتت المنصة الأهم عالميًا في جلب المستثمرين، مشددًا على أهمية هذا الحدث في شرح استراتيجية المملكة الصناعية وتوضيح رؤيتها وتوجهاتها في قطاعات عدة، لا سيما مجال التعدين.
وأكد أن دولة روسيا نجحت بالسنوات الأخيرة في تطوير الكثير من القطاعات، لا سيما الصناعات العسكرية والآلات والمعدات، مشيرًا إلى وجود فرص استثمارية كبيرة يتم بحثها بين البلدين، مشددًا على ضرورة استغلال هذه الفرص لتطوير التعاون بين الرياض وموسكو.
وإلى نص المقابلة..
بداية.. كيف ترى أهمية انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار هذا العام في ظل التحديات التي تواجه المنطقة؟
النسخة السابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار التي تستضيفها المملكة هذا العام مميزة، حيث المؤتمر بات منصة مهمة، بل يمكن اعتبارها المنصة الأهم في العالم فيما يتعلق بجلب المستثمرين المهتمين بقطاعات الاستثمار، أهمية هذه النسخة تكمن في نوعية الحضور، ونوعية الموضوعات المهمة التي تم طرحها، وهي فرصة لنا من أجل شرح استراتيجية المملكة العربية السعودية الصناعة، وكذلك توضيح توجهاتنا في هذا القطاع، وتسليط الضوء أيضا على استراتيجية المملكة في مجال التعدين والتوجهات المتعلقة بها.
نعم.. وإلى أي مدى وصلت المملكة كمحطة اقتصادية واستثمارية مهمة؟
المملكة العربية السعودية اليوم باتت بلدًا ينظر لها الكثير من المستثمرين حول العالم على أنها أحد أهم مناطق الاستثمار، سواء بوجود السوق المحلي وقوته، أو لقوة الاقتصاد السعودي بشكل عام، لكن هناك عامل آخر مهم يتمثل في المنطقة التي توجد فيها السعودية، والموقع الجغرافي المميز، وتوافر المواد الخام اللازمة، سواء من معادن أو نفط وغاز، ومصادر الطاقة، وكل هذه النقاط تجعل المملكة منافسًا مهمًا وشريكًا أساسيًا لحل الكثير من مشاكل سلاسل الإمداد حول العالم.
بذكرك سلاسل الإمداد.. ما تقييمك لوضع المملكة الاقتصادي والاستثماري في ظل الأزمات التي تمر بها المنطقة خاصة تداعيات أزمة كورونا؟
بعد توفيق الله، أثبتت هذه الأزمات قوة قيادة المملكة العربية السعودية، والتي نجحت بالخروج من هذه الأزمات، وركزت على الإنسان وسلامته، كما اهتمت بالجانب الاقتصادي، وكنا من أكثر البلدان التي استطاعت أن تدفع بدعم القطاعات الاقتصادية بدون تأثيرات سلبية، نستطيع القول إننا خرجنا من هذه الأزمات بقوة، بل على العكس باستثمارات، ونحن مستمرون في ضخ الاستثمارات داخل المملكة سواء من خلال مستثمرين محليين أو من صندوق الاستثمارات العامة، وأيضا من خلال المستثمرين العالميين.تابع أخبار سبوتنيك عبر تلغراماشتراك
نمضي قدما في هذا الجانب، وعندنا وضوح كامل في قطاعات بعينها مستهدفة، وبدون مبالغة كل الشركات التي تعمل في القطاعات التي نستهدفها نتناقش معها في كيفية جلب استثمارات والدخول في الشراكات.
وكيف نجحت المملكة في هذ المزيج من الصناعة والاستثمار وما أبرز القطاعات الواعدة في مجال الاستثمار؟
كل دولة لها مقوماتها، المملكة وهبها الله موارد طبيعية بكميات كبيرة وممتازة، على سبيل المثال، هناك قطاع البتروكيماويات، وهو قطاع أصبح اليوم ناضجا، بالتالي الخطوة القادمة هي التوجه نجو البتروكيماويات المتقدمة والداون ستريم (عمليات التكرير)، وهناك كذلك قطاع التعدين، وهو قطاع جديد بالنسبة لنا ونستهدف من خلاله تفعيل كيفية الاستفادة من هذه المعادن داخل المملكة.
وما النصائح التي يمكن توجيها للدول الأخرى في مجالات الاستثمار؟
النصيحة التي يمكن تقديمها اليوم، الاهتمام بقطاعات التعدين والبتروكيماويات والنفط والغاز، لكن من المهم أن تنظر الدول لكيفية إفادة اقتصادها من هذه الصناعات، ووقف تصدير المواد الخام لبلدان أخرى يمكنها الاستفادة منها، فاقتصاد هذه الدول أولى بها، ولا يمكن إغفال المقومات الطبيعية ومدى توافرها في الدول وتأثيرها على هذه القطاعات، المملكة لديها موقعها الجغرافي المميز الذي يمكنها من الوصول للأسواق. لكن النصيحة الأخيرة التي يمكن توجيهها هنا أهمية تركيز هذه الدول على الإنسان؟
وكيف ركزت المملكة السعودية على الإنسان في مسيرتها الاقتصادية والاستثمارية؟
كل ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية يظهر وكأنه صناعة وتعدين واقتصاد فقط، لكنه في الحقيقة يصب في صالح رفع مستوى الإنسان، ورفع مكانة المواطنين السعوديين، من خلال تدريبهم وتأهيلهم، ومحاولة إيجاد الفرص الوظيفية النوعية لهم، إضافة إلى خلق فرص استثمارية لرواد الأعمال والمبدعين في قطاع البحث والتطوير والابتكار، هناك عمل كبير جدا قامت به المملكة من أجل خدمة المواطنين السعوديين؛ لأننا نؤمن أن المواطن هو الرهان الحقيقي على المدى الطويل.
إلى أي مدى وصلت العلاقات بين السعودية وروسيا في مجالات الصناعة والاستثمار والاقتصاد بشكل عام؟
هناك فرص كبيرة جدًا استثمارية بين السعودية وروسيا، وكانت هناك نقاشات مع المسؤوليين الروسيين، ولا تزال في بحث فرص التعاون، روسيا استطاعت خلال الـ 20 سنة الماضية في تطوير الكثير من القطاعات، منها على سبيل المثال صناعة السيارات والآلات والمعدات، وكذلك الصناعات العسكرية، وهناك فرص كبيرة للتعاون بين البلدين، لكن طبعا الظروف التي تمر بها روسيا ليست الأفضل، لكننا نأمل في أن نرى تطورًا كبيرًا واستغلالا أكثر للفرص الموجودة للتعاون بين الرياض وموسكو.
أجرى المقابلة: وائل مجدي