العيدروس: دورة استثنائية للتراث العالمي في الرياض وتسجيل أول محمية طبيعية سعودية في القائمة

0
393

احتضنت المملكة العربية السعودية، أعمال الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي، في الفترة الممتدة بين 10 إلى 25 سبتمبر/أيلول الماضي، في نسخة وصفت بـ”الاستثنائية”، من حيث عدد المواقع التي تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي.

شارك في أعمال الدورة 195 من الدول الأعضاء والجهات الاستشارية والمنظمات غير الربحية ذات العلاقة ومثّل الـ”يونسكو” أكثر من 3000 ممثل ومشارك ومراقب.

في لقاء مع “سبوتنيك”، تحدث رئيس الوفد السعودي لدى لجنة التراث العالمي في دورتها الـ45، محمد بن يوسف العيدروس، عن أهمية هذه الدورة، قائلا: “أكدنا مجددا التزام المملكة ببناء وتسهيل المزيد من المنصات الدولية للتعاون المفتوح والابتكار والحوار بين المختصين في هذا المجال، وقدمت المملكة مشروع قرار إلى لجنة التراث العالمي يقترح تشكيل مجموعة عمل مفتوحة تضم كل من يرغب من الدول التي اعتمدت اتفاقية 1972، ويهدف القرار إلى قيام هذه المجموعة بدراسة التوازن في قائمة التراث العالمي لإعطاء أولوية للدول التي ليس لديها مواقع أو الأقل تمثيلا على القائمة، حيث تم اعتماد مقترح المملكة بالإجماع والتوصية بأن يشكل فريق العمل المفتوح برئاسة السعودية، بما يرشحها لقيادته بغض النظر عن استمرارها أو عدمه كعضو في لجنة التراث العالمي”.

محمية “عروق بني معارض” أول موقع طبيعي سعودي في التراث العالمي

وحول إدراج محمية “عروق بني معارض” ضمن لائحة التراث العالمي، قال العيدروس: “تنصب حماية التراث والطبيعة عادة على حماية المواقع التراثية والطبيعية ذات القيمة الاستثنائية على مستوى العالم، والتي تتصف بالجمال والتنوع المميز والقيمة الجيولوجية والبيئية الفائقة، ومحمية “عروق بني معارض” تأتي ضمن هذه المواقع، بامتدادها على مساحة 12,765 كلم مربع، وبكونها ذات بيئة طبيعية استثنائية، وجزءا من أكبر الصحاري الرملية المدارية الوحيدة في قارة آسيا، ووقوعها مابين ثاني أطول سلسلة جبال في شبه الجزيرة العربية وصحراء الربع الخالي، والتي تعد أكبر مسطح رملي متصل على وجه الأرض”.

مؤكدا على أن” إدراج المحمية باعتبارها أول موقع طبيعي تراثي سعودي، يسهم بتسليط الضوء على التراث الطبيعي على نطاق عالمي، وبالقيمة المميزة لهذه المحمية”.

وتابع العيدروس، قائلا: “يأتي إدراج محمية “عروق بني معارض” من جانب الـ”يونسكو” كتأكيد على أهمية جهود المملكة المبذولة للحفاظ عليها للأجيال القادمة، هذه الجهود التي انطلقت بعيد صدور مرسوم ملكي، في عام 1995، لضمان أعلى مستوى حماية للمحمية، ومن الطبيعي أن تسهم كل تلك الجهود في الحفاظ على الأصناف والفصائل النباتية والحيوانية التي تعج بها المحمية، مثل المها العربية، والتي انقرضت، في بدايات عام 1970، وعادت إلى الحياة من جديد، وبات بالإمكان الآن مشاهدتها ترعى وسط الغزلان الجبلية وبالقرب من الكثبان الرملية العالية، والتي تعد بيئة مثالية وجيدة التهوية للعديد من الحيوانات اللافقارية والزواحف إلى جانب 118 فصيلة نباتية، منها 30 فصيلة مهددة بالانقراض عادت للنمو مجددا وسط أقسى بيئة صحراوية على وجه الأرض”.

تسجيل مواقع عربية ضمن قائمة التراث العالمي

حول إدراج عدد من المواقع العربية ضمن لائحة التراث العالمي في هذه الدورة، قال العيدروس: “لا يسعنا في المملكة العربية السعودية، إلا وأن نهنئ الأشقاء في دولة فلسطين، بالإنجاز التاريخي بتسجيل موقع “تل السلطان” الفلسطيني في قائمة التراث العالمي وقد جرت عملية تسجيله بسلاسة وبالإجماع، والتهاني أيضًا موصولة للأشقاء في تونس، بإدراج موقع “جزيرة جربة” ضمن قائمة التراث العالمي، وأن نهنئ أنفسنا في المملكة بتسجيل “محمية عروق بني معارض” ضمن قائمة التراث العالمي لتنضم لستة مواقع سعودية موجودة سابقًا في قوائم لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الـ”يونسكو”.

“مبادرة الغوص في التراث”

كما وتحدث العيدروس عن دور التقنية الرقمية في الحفاظ على التراث، قائلا: “نسعد في المملكة العربية السعودية، بتجديد إطلاق حوار التوثيق الرقمي على هامش الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي كخطوة لتعزيز مبادرة “الغوص في التراث” والحفاظ على المواقع التراثية العالمية للأجيال القادمة”.

وأردف العيدروس، بالقول: “انطلقت مبادرة “الغوص في التراث” بدعم من وزارة الثقافة السعودية، حيث انبثقت عنها منصة إلكترونية معنية بالمواقع التراثية العالمية، تقوم على أحدث ما توصلت إليه التقنية الرقمية، كالنماذج الثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والواقع المضخم والخرائط التفاعلية القادرة على ابتكار مشاهد رقمية حقيقية ودقيقة”.

مشيرًا إلى أنه “تم تأسيس صندوق التنمية الثقافي، في عام 2021، بعد تعهد المملكة بتقديم 25 مليون دولار لتمويل مشاريع الـ”يونسكو”، وتمتد المرحلة الأولى من “مبادرة الغوص في التراث”، بين عامي 2022 و2024، حيث سيتم إطلاق منصة رقمية، بنهاية 2024، تسمح للعموم بالاطلاع على المواقع التراثية العالمية المنتشرة على امتداد العالم العربي”.

وتابع، قائلا: “سوف تسمح التقنيات والإمكانات اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي بتغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس مع التراث، وذلك عبر أمور عدة منها مبادرة “الغوص في التراث”، والتي أظهرت الاستعمال الرائع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال مساهمتها في إدخال الحيوية في المواقع التاريخية بصورة تفاعلية لم يسبق لها مثيل”.

47 موقعا جديدا ينضم لقائمة التراث العالمي

وتحدث العيدروس عن نتائج هذه الدورة، قائلا: “أدرجت اللجنة في دروتها لهذا العام 47 موقعًا جديدًا في قائمة الـ”يونسكو” للتراث العالمي ووافقت على توسيع مساحة 5 مواقع، حيث تحظى هذه المواقع بأعلى درجات الحماية المخصصة للتراث العالمي، ويمكنها أيضًا الاستفادة من فرص جديدة للمساعدة التقنية والمالية التي تقدمها الـ”يونسكو”، ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للعناصر المدرجة في قائمة الـ”يونسكو” للتراث العالمي إلى 1199 عنصرًا من 168 بلدًا”.

مختتما، قوله: “عرضت الـ”يونسكو” أيضًا دراسات وحلولًا مبتكرة من أجل الصون والإدارة وإذكاء وعي الجمهور، مثل مشروع “الغوص في ثنايا التراث”، الذي سوف يتيح لعموم الجمهور، من هنا وحتى عام 2025، استكشاف مواقع التراث العالمي عبر الإنترنت”.

المصدر: سبوتنيك نيوز