شفقنا – في نهاية النصف الثاني من العام الجاري، حذرت منظمات الإغاثة الدولية مرارا من تداعيات عجز موازنة الأعمال الانسانية وتضاؤل المساعدات المالية المقدمة لأفغانستان وأثرها السلبي على القطاع الصحي في البلاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) قد أعلن في وقت سابق أن الفجوة المالية، تهدد المساعدات الانسانية المقدمة لأفغانستان.
وكان هذا المكتب قد طالب بتبرعاات مالية قدرها 4.6 مليار دولار لتقديم المساعدة للشعب الأفغاني حتى نهاية العام 2023، لكنه أعلن بعد نهاية النصف الأول من العام الجاري، أنه تسلم 9 بالمائة من هذا المبلغ فحسب، والقسم الأكبر منه جاء من ميزانية العام الماضي.
وقدمت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة طلبا مُعاد النظر فيه للنصف الثاني من السنة الجارية وطالبوا بمبلغ 2.26 مليار دولار يُخصص لتقديم المساعدة للشعب الأفغاني. غير أن تقارير “اوتشا” تفيد أن 108 ملايين دولار فقط من هذا المبلغ، وضعت بتصرفه لمساعدة الأشخاص المُعرضين في أفغانستان.
وقد حذرت المنظمات والمؤسسات ذات الصلة من انقطاع الخدمات الغذائية والصحية المقدمة لملايين الأشخاص المعرضين في أفغانستان ويبدو أن شبح نقص الأموال والموازنة وتراجع المساعدات المالية، بات يخيم على المنظومة الصحية في أفغانستان.
تسليم 33 مشفى لطالبان
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حديثا أنها تسلم إدارة 33 مشفى في أرجاء أفغانستان إلى طالبان.
وأضافت أنها دفعت على مدى العامين الماضيين، رواتب 10 آلاف و 900 طبيب وممرض وموظف يعملون في هذا المشافي، لكي تستطيع إسداء الخدمات لـ 26 مليون نسمة في أنحاء أفغانستان.
وأعلنت أيضا في وقت سابق أنها ستوقف الدعم المالي لهذه المشافي بسبب عجز الموازنة وستسلمها لطالبان.
وقال دييغو ألكانتارا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في أفغانستان أن لجنته لا تملك الموارد المالية اللازمة لتقدم الرعاية الصحية على المدى الطويل.
التحذير من وفيات الأمهات
وفي السياق ذاته، تحدثت منظمة الصحة العالمية عن وفيات الأمهات على نطاق واسع في أفغانستان على خلفية قطع الخدمات الصحية الناجم عن عجز الموازنة.
وأعلنت حديثا أن من المرجح أن تتوفى 24 أما يوميا في أفغانستان بسبب الأمراض القابلة للشفاء، وذلك في ضوء الميزانية الحالية المخصصة للمساعدات الانسانية.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن هذه الأرقام قد تتزايد “بشكل لافت” ما يؤدي إلى وفاة عدد أكبر من الأمهات يوميا في أفغانستان.
وتابعت أنها بحاجة إلى 125 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية للشعب الأفغاني بنهاية العام الجاري.
كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن شخصا واحدا من كل اثنين من المواطنين الأفغان، لا يستطيعون الحصول اليوم على الدواء والغذاء الكافيين.
ويحصل هذا بينما أعلن برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان أنه لا يملك الموارد المالية اللازمة بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر ومع بدء فصل الشتاء، لتقديم المساعدت الغذائية للأشخاص المحتاجين في أفغانستان.
وتفيد إحصاءات الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدت الانسانية في أفغانستان يتزايد يوما بعد آخر وقد وصل في الوقت الحاضر إلى 29.2 مليون شخص.