تقلبات شديدة بالسوق السوداء للدولار في مصر.. والسعر يصل لهذا المستوى

0
40

شهد سعر الدولار في السوداء في مصر تحركات ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سيطر الارتباك على المتعاملين بالسوق الموازية على إثر عدد من الأنباء الهامة بشأن الاقتصاد المصري بشكل عام، وتوقعات سعر الدولار أمام الجنيه الفترة القادمة بشكل خاص.

وتراجع سعر الدولار بالسوق السوداء أمام الجنيه بعد تصريحات رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، يوم الثلاثاء، والتي طمأنت المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد المصري في الفترة المقبلة.

ومع ذلك، عاد دولار السوق الموازية مرة أخرى للارتفاع على وقع تقرير مؤسسة “فيتش سوليوشنز”، والذي توقع تراجع الجنيه المصري أمام الدولار إلى مستوى 38 جنيه للدولار الواحد بنهاية هذا العام.

ونستنتج من هذا أن السوق السوداء لتبادل العملات الأجنبية تشهد تقلبات ملحوظة صعودًا وهبوطًا، إذ لم يستقر السعر على وجهة محددة على إثر الأنباء المتعاقبة من آن لأخر.

وبشكل عام، يتراجع الدولار في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية تفيد بعدم تراجع الجنيه في القريب العاجل، حيث يرتفع العرض ويقل الطلب في هذه الحالة. والعكس صحيح، يرتفع الدولار ويزداد الطلب كلما كانت الأنباء سلبية وغير مطمئنة.

وظل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.90 جنيه للدولار منذ أشهر، بينما تراجعت العملة المصرية في السوق السوداء إلى مستويات تتراوح بين 37 إلى 39 جنيها للدولار خلال الأيام القليلة الماضية.

تصريحات الحكومة المصرية

أعلن رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الثلاثاء، أن الحكومة أبرمت عقودا لبيع أصول حكومية للشركات الخاصة بقيمة 1.9 مليار دولار حتى الآن ضمن خطة الطروحات الحكومية. مشيرًا إلى أن مصر تستهدف مليار دولار إضافية عبر التخارج من شركات جديدة.

وفي الوقت نفسه، قالت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إن الحكومة باعت حصص أقلية في 3 شركات في صندوق ما قبل الطروحات تتراوح الحصص بين 25 بالمئة إلى 30 بالمئة، بقيمة 800 مليون دولار لشركة أبوظبي التنموية القابضة. “إيه.دي.كيو” الإماراتية.

وتشير هذه التطورات في ملف برنامج الطروحات الحكومية إلى انخفاض محتمل بأسعار صرف الدولار بالسوق الموازية، حيث سيوفر هذا البرنامج بعضًا من السيولة الدولارية التي تحتاجها مصر لتجاوز أزمة شح العملات الأجنبية اليت عانت منها مؤخرًا.

تقرير فيتش

 ولكن جاء تقرير “فيتش” ليضيف مزيدًا من التقلبات بالسوق الموازية لتداول الدولار، حيث قالت وحدة أبحاث “بي إم أي – PMI” التابعة لمؤسسة “فيتش سوليوشنز” في تقرير حديث صدر منذ ساعات، إنها تتوقع أن يواصل الجنيه المصري تراجعاته أمام العملات الأجنبية بنهاية هذا العام، قبل أن يرتفع بشكل طفيف في عامي 2024 و2025.

وتوقعت وحدة أبحاث “بي إم أي – PMI” في تقريرها الصادر هذا الأسبوع، أن يخسر الجنيه المصري ما يقرب من 20٪ من قيمته أمام الدولار الأمريكي، ليتراجع إلى حوالي 38 جنيهًا للدولار بنهاية عام 2023.

وتوقعت الوحدة أيضًا أن يتراجع الدولار أمام الجنيه العام المقبل، ليسجل مستوى 37 جنيهًا للدولار الواحد، على أن يصل قرب مستوى 36.5 في 2025.

كما توقعت انخفاض معدل الفائدة إلى 12.25% بحلول العام القادم، على أن ينخفض المعدل إلى 8% بحلول عام 2025.

وأضاف التقرير: “نعتقد أن البنك المركزي المصري سيسمح للعملة بالضعف بالتزامن مع تدفق رأس المال للاقتصاد المصري وتأمين السيولة الدولارية المطلوبة لهذا الإجراء، وذلك عبر برنامج الطروحات الحكومية، إذ سيسمح هذا المزيج للسعر الرسمي للدولار بالتقارب مع سعر السوق السوداء”.

بيد أن تراكم ضغوط الأسعار من بين الأسباب التي دفعت مصر إلى انتظار تأمين المزيد من العملة الصعبة قبل خفض قيمة الجنيه مرة أخرى. حيث ارتفع التضخم إلى مستوى قياسي تجاوز 35٪ في يونيو.

وتواجه مصر أزمة نقص في النقد الأجنبي، منذ مارس من العام الماضي، بعد موجة التضخم العالمية واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مما تسبب في ارتفاع فاتورة الواردات، وخروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة التي كانت تمثل جزء كبير من السيولة الدولارية في البلاد، ومنذ ذلك الحين حاولت الحكومة ترشيد الاستيراد للسيطرة على مواردها من الدولار، كما اتفقت مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار مقابل برنامج للإصلاح الاقتصادي قائم على التحرير الكامل لسعر الصرف، وتخارج الدولة من النشاط الاقتصادي عبر بيع عدد من الأصول الحكومية