أنهت عائلة “إديث وسيباستيان” الكندية رحلتها التي انطلقت قبل عام حول دول العالم بزيارة مصر، بهدف خلق ذكريات بصرية لـ3 من أبنائها، قبل فقدانهم البصر إثر معاناتهم من مرض جيني وراثي يعرف بـ”التهاب الشبكية الصباغي”.
واختارت العائلة بدء مغامرة مطلع عام 2022، زارت فيها عشرات الدول حول العالم، من بينها “تركيا وتنزانيا وعمان ونيبال وماليزيا” ودول أخرى، نظرا لأن أطفالها (كولين ولوران وليو)، مهددون بفقدان البصر تدريجيا، لعدم توفر علاج لمرضهم الجيني.
وذكرت العائلة الكندية عبر موقعها الرسمي -الذي خصصته لتوثيق رحلتها- أن متخصصين أوصوا بأن أفضل ما يمكنهم فعله لأطفالهم هو “إنشاء وخلق ذكريات بصرية لهم تمكنهم من رؤية العالم”.
وأكدت الأسرة أنها تلقت دعوة من “هيئة تنشيط السياحة” في مصر التي استمعت لقصتها، وأرادت إعطاء فرصة للعائلة التي تتكون من “6 أفراد” بزيارة معالم القاهرة التاريخية والاستمتاع بأجوائها.
ووثقت العائلة زيارتها لمصر قبل أيام، عبر لقطات مصورة نشرتها في حسابها الرسمي بـ”إنستغرام”، أظهرت حرصها على زيارة أماكن أثرية من بينها “أهرامات الجيزة، والمتحف المصري الكبير، ومقبرة توت عنخ آمون”.
وعبر حساب “مِلء عيونهم” (https://www.pleinleursyeux.com) أعلنت العائلة دعوتها للذهاب في رحلة على نهر النيل بين الأقصر وأسوان، وأرفقتها بعبارة: “لقد انبهرنا بشدة من ضخامة المعابد الأثرية وجمال المواقع هناك”، مشيرة إلى أن أطفالها استمتعوا بالتجربة.
من جهته، قال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصري عمرو القاضي، في تصريح متلفز قبل يومين إن الأسرة كانت لديها رغبة في زيارة مناطق كثيرة بآسيا، إلا أنها قررت ختام جولتها العالمية في مصر.
وأضاف القاضي “تواصلت معهم في وقت سابق، وعبّروا عن سعادتهم ورحبوا جدا بتلك التجربة وقمنا بتنظيم برنامج سياحي شامل لهم”، مشيرا إلى أن زيارتهم روجت للسياحة في البلاد بشكل غير مباشر.
وكان كثيرون قد تأثروا بقصة “العائلة الكندية” التي حرصت الصحف ووسائل الإعلام العالمية على سردها، بينما تفاعل معها رواد المنصات وتمنوا شفاء أطفال الأسرة من مخاطر فقدان بصرهم.
وقالت عضو مجلس النواب المصري نورا علي في تدوينة عبر صفحتها بفيسبوك “مصر تحقق حلم عائلة كندية، قبل فقدان أطفالها نعمة البصر بسبب مرض وراثي”.
وتطالب الأسرة بدعم “منظمة مكافحة العمى” في كندا، إذ ترى أن تمويل الأبحاث المنقذة للبصر أمر مهم، وقد يساعد في إنقاذ من يعانون من فقدان البصر أو مرض في العين قد يقود في نهاية الأمر نحو العمى.
والتهاب الشبكية الصباغي مرض وراثي يؤدي لتراجع تدريجي بالخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين، مما قد يقود للعمى. وحاليا يوجد في بريطانيا على سبيل المثال شخص واحد مصاب به من بين كل 3 آلاف إلى 4 آلاف شخص، ولا يوجد له علاج إلى الآن.
المصدر: الجزيرة