ربما لم تشهد إيران حزناً على نفوق حيوان كما حصل خلال الأيام الأخيرة مع نفوق الفهد “بيروز”، الذي كان قد تحول إلى رمز للأمل لدى الإيرانيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
“بيروز” (Pirouz) تعني “المنتصر” باللغة الفارسية، وهو الاسم الذي أطلق على فهد ولد في الأسر خلال عملية قيصرية، قيل إنها هددت حياة والدته “إيران”، وذلك في مايو/ أيار 2022. هو الشبل الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من ثلاثة وضعتهم “إيران”. لم تتمكن “إيران” من إرضاع “بيروز”، فاضطرت منظمة البيئة الإيرانية إلى فصله عنها.
فقد “بيروز” أخويه الشبلين اللذين ولدا معه، إذ نفق الأول بعد أربعة أيام من الولادة والثاني بعد أسبوعين. وعزا بيطريون نفوق الأول إلى مشاكل صحية في الرئة، والثاني إلى “سوء جودة الحليب”.
لكن “بيروز”، ورغم المشكلات في الجهاز الهضمي والكلى، ظل على قيد الحياة، ما بث سروراً في إيران حيث تواجه الفهود خطر الانقراض.
قاوم “بيروز” خلال الأشهر العشرة الأخيرة، قبل أن يدخل المستشفى البيطري، قبل عشرة أيام، بسبب فشل في الكلى. أجرى له الأطباء البيطريون غسيلاً كلوياً، إلا أنه لم يتحمل ذلك، وفارق الحياة.
تابع الإيرانيون أنباء دخول “بيروز” إلى المستشفى بقلق وحزن. وبعد الإعلان عن نفوقه، عمّ الحزن أنحاء البلاد، وأصبح الكل يتحدث عنه وعن قصور محتمل في رعايته.
قال خبراء إيرانيون إن مناعة “بيروز” ضعفت لأنه لم يرضع من حليب أمه. وهنا وجّه البعض اتهامات للسلطات البيئية بالإهمال وعدم الاطلاع الكافي. لكن السلطات هذه رفضت الاتهامات، ونشرت تقريراً أكدت فيه رعايتها “بيروز” منذ ولادته حتى نفوقه.
كان الإيرانيون حولوا “بيروز” إلى رمز للمقاومة والأمل، إذ استحضروا في قصة حياته المريرة ظروفهم الصعبة ومشاكلهم اليومية، خاصة في ضوء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد نحو 3 أشهر، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب.
مصدر : العربي