قال مسؤولون لرويترز إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي يزور الأردن في بداية جولة بالشرق الأوسط تشمل ثلاث دول، يهدف إلى التأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأميركي بالمنطقة على الرغم من تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على روسيا والصين ولكنه يعتزم توجيه رسائل صريحة لزعماء إسرائيل ومصر.
ومن المتوقع أن يحث أوستن، الذي وصل إلى عمان، الأحد، زعماء إسرائيل على الحد من التوترات في الضفة الغربية، والعمل على تعزيز العلاقات خلال محادثات مع زعماء مصر في الوقت الذي يتطرق فيه إلى المخاوف بشأن حقوق الإنسان.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته “سينقل أوستن التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط والتأكيد لشركائنا بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم دفاعهم”.
وللولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي في المنطقة كما أنها تعد طرفا محوريا في المساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني.
وقال جنرال مشاة البحرية الأميركية المتقاعد، فرانك ماكنزي، الذي ترأس القوات الأميركية في الشرق الأوسط حتى العام الماضي، إن المنطقة مهمة للولايات المتحدة جزئيا بسبب دور الصين المتنامي.
وأضاف ماكنزي، الذي يرأس الآن معهد الأمن القومي والعالمي التابع لجامعة ساوث فلوريدا “أعتقد أن هذه الرحلة هي مثال ممتاز لفرصة مواصلة إبلاغ الناس في المنطقة أنهم ما زالوا مهمين بالنسبة لنا”.
وتوسعت العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط في ظل جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة مما أثار مخاوف الولايات المتحدة بشأن تنامي مشاركة الصين في البنية التحتية الحساسة في الخليج بما في ذلك الإمارات.
وطالبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، برفض دعوة وزير المالية المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، إلى “محو” قرية فلسطينية وهو تصريح وصفه نتانياهو، الأحد، بأنه “غير ملائم”. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية تعليق سموتريش بأنه “بغيض”.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي ” سيكون (أوستن) صريحا تماما مع الزعماء الإسرائيليين بشأن مخاوفه من دائرة العنف في الضفة الغربية والتشاور بشأن الخطوات التي يمكن للزعماء الإسرائيليين اتخاذها لإعادة الهدوء بشكل فعال قبل الأعياد المقبلة”.
ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي بعد أسابيع، سعى وسطاء أجانب للحد من التوترات التي تصاعدت بعد أن استعاد نتانياهو السلطة على رأس ائتلاف يميني متشدد.
ويستعد أوستن لإرسال رسالة واضحة حول ضرورة احترام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لحقوق الإنسان في تأكيد لقلق واشنطن بشأن هذه القضية.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي “أتوقع تماما أن يتحدث عن حقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية”.
وحجبت الولايات المتحدة قدرا صغيرا من المساعدات العسكرية للقاهرة مشيرة إلى التقاعس عن تلبية شروط حقوق الإنسان. وقد دفعت جماعات حقوق الإنسان إلى حجب المزيد.
وتعد الولايات المتحدة طرفا مهما في الشرق الأوسط منذ أمد بعيد وقد شُغلت بأمور دولية أخرى خلال إدارة الرئيس، جو بايدن، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا والقلق بشأن النشاط العسكري الصيني بالقرب من جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.
وأعلنت الولايات المتحدة التزامها بتزويد أوكرانيا بأسلحة تزيد قيمتها عن 32 مليار دولار تشمل أنظمة دفاع جوي ودبابات متطورة.
وترسخ انعدام الثقة في الولايات المتحدة بين البعض في الشرق الأوسط منذ انتفاضات “الربيع العربي” عام 2011 عندما صُدم حكام الخليج من الطريقة التي تخلت بها إدارة الرئيس، باراك أوباما، عن الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك، بعد تحالف دام عشرات السنين، وفقا لرويترز.
وسحبت الولايات المتحدة آخر جنودها من أفغانستان في انسحاب فوضوي في عام 2021 مما أثار المزيد من التساؤلات في المنطقة الأوسع حول التزام واشنطن.